يسرد مدحت بركات رجل الأعمال، قصته مع ثلاثي كان رأس الحربة في النظام البائد وهم (الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وأمين أباظة وزير الزراعة وحبيب العادلي وزير الداخلية)، فقد تختلف أو تتفق حول بعض رموز مبارك، ذلك العهد الذي غلب عليه الفساد، وطبع عليه استغلال السلطة والنفوذ وتسخيرها في الانتقام، لكن يبقى الدكتور أحمد نظيف أكثرهم ممن لم تلوث يديه بالخطايا وإن كان صمت على جزء كبير منها وترك بعض وزارئه يسعون في الأرض فسادا.
البداية من هنا
أحداث القصة والصراعات بين رجل الأعمال مدحت بركات والتي كان أيضا رئيس مجلس إدارة جريدة الطريق التي انطلقت في عام 2007 وبين الرجال الثلاثة بدأت في نفس التاريخ والشهر تقريبا، بعد صدور الأعداد الأولى وتجاوز الجريدة الخط الأحمر بمراحل وفضحها الفساد والمستخبي، هنا بدأ تفكير مراكز القوة في استهداف رأس الجريدة وهو بالطبع مالكها ومن ينفق عليها ومن يؤيدها ويدعهما بمقالاته.
العداوة مع أمين أباظة سببها كشف “الطريق” للمال السايب في وزارة الزراعة وملفات الفساد وكواليس استغلال النفوذ وتسخير المناصب في وزارة الزراعة، بينما الخلاف مع العادلي كان في القانون الذي بيننا وبينه وكيف طبق باجراءات غريبة تحدث لأول مرة وسنحكي كل قصته في المرات القادمة، لذا سنسلط الضوء هنا عن علاقة مدحت بركات بأحمد نظيف والحقيقة العكس صحيح تماما.
المنظر مش عاجبني
في إطار الحرب المستعرة بين “وزارة الزراعة” و”جريدة الطريق”، ولأن الصحيفة لا تنشر إلا حقائق مدعومة بالمستندات، لم يجد أمين أباظة بدا من محاربتها بأسلوبه وبعيدا عن القوانين، فجعل بركات وكل مشروعاته وشركاته هدفا للتخريب والتشويه والتدمير، وكانت البداية مزارع ومشروع وادي الملوك الذي يملكه بركات ومحموعة كبيرة من المساهمين، وعلى الرغم من قانونية كل الأوراق والعقود والأختام بشعار النسر ، إلا أنها لم تسلم من غضب أباظة.
اقرأ أيضا:
من التاريخ.. رجل الأعمال مدحت بركات يكرم الكابتن حسن شحاتة بعد بطولة 2008
أرسل وزير الزراعة جيوش جرارة من المعدات الثقيلة واللوادر يرافقها عشرات الموظفين ومئات من قوات الأمن المركزي، لهدم منشآت مشروع وادي الملوك، ولم يكتف بذلك مرة بل كررها 5 مرات إعمالا في الانتقام والتشفي من مالك جريدة الطريق التي عرت وزارته.
غزوة أباظة
في المرة الخامسة من غزوة أباظة للطريق الصحراوي كان السبب والذريعة أن السيد رئيس الوزارء هو من أمر بازالة السور أو بقايا السور الذي تعرض للقصف 4 مرات من قبل، مر من أمام المشروع وهاله ما رأى فقرر التوقف بموكبه ونزل من سيارته الفارهة رفقة حراسه وأخرج هاتفه المحمول وطلب الجهات المعنية وطلب منهم ازالة السور ويافطة المشروع بحجة تشويه الذوق العام.
ولأن السيناريو تخيلي ومن نسيج خيال مسئولي الزراعة الذين استحى البعض منهم سياسة الاستهداف غير القانوني وغير المبرر من الوزير لرجل الأعمال لمجرد أن جريدته تنطق بالحق، حاول بركات معرفة أصل الحكاية هذه المرة.
كلاكيت.. خامس مرة
يقول المهندس مدحت بركات رجل الأعمال في مقالة نشرت يونيو 2008 بعنوان “كلاكيت.. خامس مرة” يسرد فيها الواقعة.« سألنا ايه الحكاية سمعنا كلام كتير ومش عارفين قصة التدبير الحقيقية ولكنني أكون كداب لو قلت لا أعرف من وراء التدبير والتنفيذ.. واعتقد أنكم الآن تعلمون مثلي أقصد من.. معالي وزير الزراعة النشط طبعا.. سمعنا الأتي ناس قالو ده قرار رئيس وزراء مصر فكان يسير على الطريق لتفقد الأعمال فوقف أمام المشروع وشاهد اللافتات وأصدر أوامره بإزالته فورا وتصل تليفونيا بوزير الزراعة ووزير الداخلية ومدير الأمن والمحافظ وخرجت القوات على الفور وفي نفس الدقيقة طبقا لتليفون السيد رئيس الوزراء .. وقد سألنا هل رئيس الوزراء أصدر القرار.. قالوا لي أنت مجنون انت عايز كمان رئيس الوزراء يتعامل بقرارات، كفاية إنه زعلان واتكلم في التليفون.. باين عليه زعلان أكيد كتبتو عليه حاجة في الجورنال بتاعكم”.
شماعة الظالمين
واستطرد بركات في جزء أخر من المقالة” على العموم نحن لانصدق أن ماحدث بتعليمات رئيس الوزراء لأننا نعلم أخلاق وشخصية هذا الرجل ..فلا ولم نصدق أن ماحدث بأمر رئيس الوزراء ولكنها شماعة الظالمين”.
في النهايو رجل الأعمال بركات الذي تربطه علاقة صداقة وبينزس قوية بأحد الأشخاص المقربين من رئيس الوزراء سمع بقصة واقعة توقف موكب نظيف أمام وادي الملوك، واستفسر منه وعلم أن الواقعة لم تحدث بالمرة وليس لديه أي معلومة بما جرى.
هنا تبين أن أمين أباظة هو بطل الواقعة للمرة الخامسة، وأن قصة نظيف على الطريق الصحراوي من تأليفه واخراجه وللحديث بقية.
اقرأ أيضا: